الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

ذاتَ فوضى!

مدخل

عندما نسعد، تبتسم وجوهنا.. تنشرح نفوسنا، ثم نرى دنيانا بذات الألق!
نغضب، ننسى كلما ما عرفناه عن الحلم.. الذكاء .. يكبر بؤبؤ العين ولا تحتل الصورة سوى ذواتنا، محيطنا أصبح غير مرئي..
نحزن، نتصاغر حتى لا نعود شيئاً، تغيم أعيننا بدمعة حيرى، هل هي بمقدار الألم؟!
وهلم جراً.. تحمل كل مشاعرنا وجوهاً، ربما رأيناها، وربما لا نزال معها على موعد!
عندما أشاهد، أو أقرأ أي قصة.. تتلبسني مشاعر الشخصيات، أذهب أقارن بيني وبينهم، أعيش معهم لبرهة.. أمثل أنا أيضا معهم!
كذلك فأنا أحب مشاهدة نفسي في كل حالاتها أيضا! نوع من الإنقسام الذاتي لكنه لايزيد عن مرة واحدة، إحداهما هي التي تشاهد!



أكثر مشاعرهم يستهويني هي تردد أحدهم، يفتح فمه ربما ليقول شيئا، لحظة ثم يعود وكأن شيئا لم يحدث.. يريد أن يدخل، يقف أمام الباب طويلاً ثم يغادر.. يحرك يده باتجاه شيء ما، ثم يعيدها إلى جيبه أو ربما يواصل إلى هدفه.. تلك اللحظات لحظات التردد والقرار.. هي هي.. لحظاتي المفضلة!

في الفرح، الحزن، الغضب، يتصاغر العالم ليدخل من خرم إبرة وربما لايدخل أصلا!
أما عند ترددي فالعالم كله ملئ نظري، كمن يبحث عن دليل!

في لحظات التردد مشاعر مؤجلة تنتظر هناك، فرح مؤجل.. جزن مؤجل.. غضب مؤجل.. ندم.. رضا.. ألم.. كلها هناك لكنها مؤجلة، تبدو لي وكأن كلاً منها يحمل عصا مرغبا أو مرهبا.. وأنا كمن ينظر إليهم حائرة أيهم بالضبط ينتظرني في الناصية القادمة!

في لحظات التردد، تبدو لي وكأنها قمة لكل أولئك الذين يحبون محادثتي، الغريب أن كلا منهم برأي مختلف،، تتعالى أصواتهم.. و أنا أنا التي تختار لست موجودة ،، فقط آذاني صاغية! إرادتي أيضا هناك، لكنها لاتدري ماذا تريد!

لحظات التردد، هي الأكثر بشرية كما أظن.. إذ يمكنني رسم وجه سعيد هو معروف الملامح أو حتى إدعاؤه،، أما وجه متردد فهو وجه يحمل آلاف الأسئلة ويبحث عن جواب! أعتبرها لحظة نخرج عن آداء روتينات أجبرتنا حياتنا على اتباعها، هي لحظة نتساءل ماذا لو؟!

يحق لك أن تسعد قدر ما تشاء، تحزن، تغضب.. لكن عند ترددك فلك زمن لتنهي تلك القمة وتغادر وأنت تحمل إجابة.. أية إجابة.. ولتلتقي بذلك المؤجل، الذي اخترته أنت، وإلا فرض عليك القرار الأكثر مللاً، ستحس وكأنك كنت آلة تلك اللحظة! ولن يكون أيا كان ذلك المؤجل ذا طعم إطلاقاً!
ستنتقل من ضجيج، وحضور، ومشاعرمؤجلة.. إلى هدوء قاتل ولحظة ميتة، وفرصة ذاهبة!
كمن وقف على باب موارب، كمن يمسك بظرف مغلق، كمن التقى أحدهم...
واختار أن لايحرك ساكنا!


مخرج

خلف ذلك الباب، عالم يستحق المشاهدة..
في ذلك الظرف، خيط نحو أمل..
ذلك الأحدهم.. كتاب يستحق القراءة!

هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم مدونتك رائعه بل فوق الرائعه وننتظر المزيد

    ردحذف
  2. تحية طيبة لكِ

    أحد أجمل لحظات العمر حينما تفاجئنا الصدف لنجد حروف
    من نعرفهم لنقترب إليهم أكثر ...

    إحترامي لشخصكِ الذي علمني يوماً


    شـــSunriseروق :)

    ردحذف
  3. الله يخليك nono، كوني بالقرب :)
    جميلة مدونتك، كل ما فكرت بكورسات "أنتكة" حأجي عندك :)

    ردحذف
  4. شـــSunriseروق

    فعلاً، أبعادنا التي نراها محدودة دوما! وفي الحياة أبداً متسع لنقترب .. لنرى ونسمع.. ولنتعلم!

    تحية ود لك شروق؟! :)
    ؟: دعيني أنا أيضا أقترب!
    !: دهشة من صغر كوكبنا!

    ردحذف
  5. أظن أن توزيع الصلوات على اليوم بهذه الطريقة لها علاقة وثيقة بالإنسان، ومدى ارتفاع درجة حرارة مشاعره!
    لذلك كما أظن شرعت صلاة الإستخارة، إذا الإنسان هنا في أشد مراحله تقلباً وتذبذباً!

    ردحذف