الجمعة، 14 أغسطس 2009

ومين يشبهك يا يمن! - 1

كتدويناتي .. كذلك أنا! كلانا يمر بحالة تساؤل، لم تغادرني منذ فترة...
قررت ولو لحين أن أتركها، لشيء أكثر بهجة، بعض الذكريات..
كنت البارحة وكعادتي أنال وجبتي اليومية من الأخبار، وصدمت بحالة عدم الإستقرار في اليمن.. ليس لإنتماءٍ لليمن ولكن كونها كانت الحاضنة لبداياتي!! قضيت هناك مايقرب من 7 سنوات، بعد إنهاء تعليمي الثانوي في السعودية.. هنا كنت مع الأهل، هناك كنت مع أفكاري، ضميري، مصيري، .. قرارتي.. هناك شهدت حرية الإختيار (طبعا ليس لليمن فضل في هذا إذ كان من الممكن أن تكون في مكان آخر)!
المهم...
متابعة أخبارها جرّت علي سيل الذكريات منذ 3 سنوات تقريبا غادرتها! سأحكي عنها هنا كمن يمر بكاميرا تصوير، كل شيء هناك عداي (أتوقع المدونة طفشت من تفاصيلي!!).. لن ألتقط حكايا يوميات بل اليمن كمجموعة متناقضات .. إذا كان لي أن أسميها لكان لهذا نصيب :) (وأين لا نرى تلك المتناقضات، هي الحياة تقريباً)
تخيلوا أن أحد العبارات العادية هناك هي "نعم لا" :)) وتعني النفي ونعم ليست سوى سابقة مضافة لا موقع لها من الإعراب زي "قالك" في لهجتنا "مين"!!
أما "ماشي" فهي تعني لا قطعاً! في بلد فيه القاف العادية والقاف المائلة للجيم.. والجيم والجيم المصرية (ألم تجتمع هناك إختلافات العرب)، أتساءل؟

*****

إن زرت اليمن، ولم تكن من أهلها.. فأنت ذا مقام أرفع في عيون الناس.. دائما أنت أستاذ، دكتور.. وهلم جراً وإن أنكرت هذا ;) عندما يسئلونك عن الجنسية، فهي للتعارف فعلاً وفي النهاية أنت أخوهم إما في العروبة إفتراض أول أو الإسلام كإفتراض ثاني.. وهذه الإجابة دوماً حاضرة في مخيلتهم!! الغريب أنك إذا كنت من أهل البلد، وعدت لها، فأنت مستورد.. ربما جاهل، أو على الأقل مصدر للإحتيال!!
والوضع هذا فالمنكوبون في العالم العربي يعيشون سعداء هناك.. للإضافة دوماً يحتفلون بقضاياهم، ويستشعرونها!

*****

حيث حقوق المرأة حديث حيّ في كل مكان، في اليمن هي مسؤولة، كانت ملكة ذات يوم (أروى)، هي مديرة، هي زوجة، هي عاملة، هي موظفة، وحتى عاملة نظافة في شوارع العاصمة!! دون تلك النقاشات أو المحاورات.. هي تسوق السيارة وتسوق الدابة (طبعا الدواب مش حاجة غريبة أبدأ!) .. تسوقها منقبة، فاتشة (كاشفة وجهها) أوحتى شعرها ... لانقاش ولم تأت بجريرة!! هي تكتب، هي تتحدث، تتظاهربل هي الاكثرية،تظهر أينما تشاء.. تَظلم، وتُظلم.. ليست بالحالة الخاصة إطلاقا! لكن عندما أدخل للمكتبة لشراء جريدة، لم يكن العم الطيب يأتي لي إلا بتلك البائتة من اسبوع أو اثنين "نعم" قال عشان حتنظفي بيها المرايا!! :/ وفي القرى يذهب الوضع لأشد ما رأيته من قسوة، تُزوج في سن التاسعة، وبعضهم يجعلها تغطي وجهها حتى في منزلها وبين أهلها!! ايش الحكمة؟ ما أدري...

و للحديث شجون، وللتدوينة بقية :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق