الجمعة، 19 يونيو 2009

صوت أحذية

خلال مشيـي ذلك الصباح، وفي وسط كل ذلك الضياع مدينة جديدة، أناس جدد، أنا لست أنا، علامات استفهام ضياع بعد استقرار أقصد سكون، ضياع بمعنى الكلمة. وسط شتات أفكار، كلها اجتمعت هناك لكني لا أملك واحدة.
كنت أمشي في ممر طويل يصل مركز المدينة بغيرها، أمارس الضياع!
فجأة ودون انتباه، دون أن أقصد سمعت موسيقى قرع أحذيتهم.. يرتفع ويرتفع كأن لم يكن هناك سوى جوقة توترهم، تغنيها أحذيتهم. بدا لي لوهلة أنني أركز عليها، حاولت أن أصرف تفكيري، حواسي، نظري، أعود إلى أفكاري، لا فـــــــــــــــــــــائدة، ألم أقل أنني لاأملك واحدة :). الموسيقى المزعجة تلاحقني، تستولي على فضائي، أحسست كأنها عقارب لساعة تعد علي أنفاسي..
تساءلت هل هي دوما هكذا!! لماذا لا أسمعها؟؟ (لست أدري لم دائما أثنّي الإستفهام والتعجب، لست أدري دعني لا أركز :) ) وإذا كانت هناك كل يوم لِم لَم أسمعها، رغم أن صوتها كما يبدو لي يعلو كل شيء. لست أدري!! بدأت الأصوات تبعث تخاطبني، وتبث ما تبث، تهيأ لي أنها كمن يقول لي إننا قادمون، أحسست بنفسي أتصاغر أمام أحذية بحجم الصوت!!

أحادث نفسي
أحيانايبدو لي أننا نعيش تحت تداخل للأفكار، مستويات، عوالم، ونحن نختار لأيها نصغي، وبعدها أن تستقر إحداها لن نستطيع أن نغادر، نغمتها تعلو كل شيء.. رغم أن الأفكار الأخرى في الجوار، لكنك لن تراها..
حقا هناك ملايين الأفكار هناك، دعيني أغادر، (بدا أنه بمجرد أن تغادر تلك الفكرة الكئيبة سيتوقف قرع الأقدام!!) ذاكرتي لا بأس بها هنالك ملايين القصص، الفواصل، الإستطرادات، لأنصرف إليها، لكن لا فائدة .. لاشيء يستطيع أن يخرجني،،
الصوت يتعاظم.. ياإلهي أكـــــــــــــــاد أطحن...

بعد فترة..
كان ممشىً تعيسا، الأغرب أني لم أسمع ماسمعت يومها!!..
بل كنت أتحاشى أن أسمع صوت أي حذاء..

دعوة لفرح!!


منذ مايقرب من عامين .. لم أدع الفرح بصفة شخصية ..
كان يأتي دونما مناسبة .. دون أن يطرق الباب..هكذا ..
لم أتحضر له من قبل .. لم أحفظ كلمات أذكرها في حضرته .. لم أرتدي له ذلك الثوب البهيج ..
باختصار كان لا يأتي إلا مباغتة !!
لذلك كانت ابتسامتي دوما مذهولة .. كلماتي ركيكة .. عدا فيض من نور كان يشرق من وجهي ..
ويملأ دهرا من عمري

**********

اشتقت لأجواء الفرح تلك ..
لطغيان قوة ما كانت تجعلني وكأنني أملك الشيء الكثير.. :)
قلتها في نفسي .. وقلتها بيدي .. وفي هيأتي ..
أنا التي سأدعو الفرح هذه المرة ..
وكالعادة أعددت كل شيء ..
ولكن هذه المرة لزائر فوق العادة ..:)

*********

رغم أني هيت له .. لكن غُلقت الأبواب دونه وليس عليه
وأُعلن هذا الزائر زائرا اخياريا
وأنه لا يرضى اغتصابا

حوار!!


تحدثني العاطفة حديثا ودوداً ملؤه الأماني والسلام..
ويقول لي العقل أن هذا درب شوك وقدماك حافية!! بل وأنعم من أن تحتمل هذا..
أصغي قليلا هنا.. وحينا هناك
تعصف بي الأمنيات .. وتؤرجحني التوقعات..
يقف وجهي حزينا .. لا يكاد ينطق.. يعلوه الجمود
...
....
أظنه للعقل أقرب!
يعربد القلب..
دموع جافة..
يوما ما ستختفي ...
لاشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك!