الاثنين، 13 يوليو 2009

مللت لغتي، هل في الصمت منفى!



يقال أن اللغة هي الطريق للروح لتخرج.. لتُكتَب في حروف وكلمات!
و لغة ما هي اللغة الأم لشخص ما، يعني تقريبا هي اللغة التي يبتدئ بها يومه مرحبا به.. وربما متشائما منه..
السؤال عن لغتي الأم كان نقطة توقف دوما في كل نموذج أملأه.. أتساءل.. أمي تتحدث أربعة لغات، لغة للأسرار بينها وبين الوالد-الإنجليزية- (طبعا الهدف فيها إيصال الفكرة السر، لذلك لن تكون ملئى بالتعبيرات كما أظن!)، لغة للحديث مع الناس .. مع الكتب .. في المدرسة -العربية- التي بالكاد أتقنتها الوالدة (طبعا كل ما فيها ذوقيات/ بل أقصد أنها تعبر عن ثقافتي)..

لغتي الصومالية لغة الجدود.. ربما كان عليهم أن يغيروا سؤالهم إلى "ماهي لغة أجدادك؟" طبعا كل ما فيها مبادئ التعامل البشري.. لم تتطور إلى أدبيات، أو حتى مصطلحات علمية.. لازال عمري اللغوي فيها ربما 3 أعوام أو يزيد قليلا!

بعد مراجعة لهذه الذاكرة عن لغتي الأم،(التي لا دخل لأمي بها طبعاً) أقرر أنها العربية.. إذ هي الأكبر عمرأ والأكثر نضجا في داخلي..

ما يقرفني بعدها هو الحوار البيزنطي(العقيم) عن كوني عربية أم لا.. وهل الصوماليون هم عرب أصلاً!!
إذ أنني أومن ابتدءاَ بأن الفتى من قال ها أنذا.. فلم هذه البحوث السقيمة.. أنا من عرق أفريقي أصيل.. مالذنب في هذا؟! حباَ منهم كما يظنون في الإسلام سنكون أفضل إن كنا عرباً.. ألا ليت شعري :(

*******

أحدهم قال "العرب هم كل من تحدث العربية"، ربما ليحل المشاكل العالقة مع القوميات الأخرى، أَوَلا يظن أنه بهذا يمحوهم .. ألم يكن من الأجدر بنا أن نتعارف بها فقط (تعارف فقط!) إذ أن المأساة في ما يتبع!

*******

أنا ممن يملّون سريعا من إعتناق فكر معين أو السير في درب محددة.. على الأغلب سأذهب للجوار.. أتطلع .. أنظر .. ثم أعود ربما لدربي نفسه!
ذلك الأمر جرى للغتي نفسها.. رأيت نفسي أمِلٌّ سريعا من إستخدام ذات الكلمات للتعبير عني في كل أيامي.. الحل كان سريعا ومن وسط ثقافتي، كنت أحول إلى لهجة أخرى... جربت المصرية، السورية - بثقافة إعلامية بسيطة، اليمنية - بحكم دراستي هناك، والليبية - لصداقتي الرائعة لبعضهم!
كان الوضع رائعا في البداية.. لفترة أتحدث اللهجة السعودية (سعوديتي ليست عامية.. قد نقول عنها لغة دون ملامح)
أتركها للمصرية.. ثم أعود لاحقا كمن افتقد اللهجة لأستكشف نواحِ أخرى! وهكذا دواليك..

*******

لاحقاً احتجت تعلم الإنجليزية التي كنت أتطفل عليها سابقا، لغة الأسرار..
وبعد فترة من دراستها ومتابعة كافة المواقع الإخبارية بها.. بعض القصص.. وبعض الصداقات.. اكتشفت الكثير عن ذاتي معها وبها، تعبيرات جديدة .. أفكار غريبة لم أكن لأطرقها ..
سيل من روحي تدفق في مصطلحاتها وكلماتها!
أصبحت ذاكرتي مفعمة غنية.. فذهبت أستخدمها أغلب الوقت!،

*******

الآن مللتها.. أود لغة أخرى!
ألم يقولوا أن اللغة طريق الذات والروح لتخرج مافيها..
أعتقد أن الطرق إلى روما جزء من روما ذاتها... واللغات للروح تمر في طرق شتى .. أريد أن أمشي إلى ذاتي!
أحدهم همس في أذني .. جربي لغة الصمت ;)
فهل في الصمت منفى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق