الاثنين، 12 أكتوبر 2009

يوميات غصن أخضر

ذات يوم جميل في صحراء ما، اختفت فيه الشمس واختلط ماء السماء برحم الأرض و ولد غصن أخضر غض ناعم .. كأني به يكتب يومياته في صحيفة أعماله

اليوم الأول

"جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!"

لا من مرشدٍ يتبعه و لا أقرانٍ يتعثر ليقلدهم .. لا أمه تحكي ولا والده ينبس ببنت شفة


اليوم الثاني

ماهذا العطش، أريد ماءا .. أين بركة الماء بجواري يبدو أن والدي استرد نفقته! لا بأس أمي رحيمة ستعطيني فلذة كبدها لو طلبتُ
يمد جذوره، يصل الماء لكنه مـــــالح كدر يبادلها بابتسامة صفراء لهبتها .. أنقذت حياته!
اليوم الثالث

ذلك الماء لا يستحقني :@ ليس لي سوى طريقين إما أن أمد جذوري لعمق عمق الأرض فهناك ماء لم تطله أملاح السطح .. نقي زلال
أو أنتظر وأمتعض وأمتعض إلى أن تنعم علي السماء بمطر ذات مساء أو صباح
إلا أكن كذلك دفنت في هذه الصحراء ولن يكترث أحد!

اليوم الرابع

يالله ما أجملني لقد استطلت وأصبحت نبتة كاملة وصرت أرى الأفق وأهل الحي المجاور..
لِم أعاني أنا فقط مع هذه الرمال مالها لا تصل إليهم!؟
يبدو أن لحياتي معنى نبيلاً فقد علمت أن جذوري وأوراقي تحميهم.. أتفانى أنا في قدَري ليعيشوا هُم!
كل يوم يزداد قدْري، وأعلم أكثر عن معنى وجودي
ابتسامة نبيلة ترتسم على وجهها :)

اليوم الخامس

يبدو أن بلدي غير معطاء.. بخيل إلى حد كبير
غصن .. ياغصن ما عليكِ سوى الزهد، إن لحقت مباهجك اختنقت بها! لا داعي لأكون غضة خضراء.. هذه الحياة لم تخلق لي :|
وإن ضاقت بي دروبي سأتخلص من أوراقي .. على الأقل أحافظ على هيكل الحياة
درب النضال لا يليق إلا بمن اعتلى وتعالى عليها
وداعا حياة الدعة

اليوم السادس
أظن أنني مللت من واقعي .. لا بهجة تلون حياتي.. ولا رفاق يسلونني في درب الكفاح المر..
متى ستتغير حياتي أو أتغير أنا :(

اليوم السابع

كتبت أنا عنها هذا اليوم، فلقد غادرت الحياة كما أرادت
مر من هنا مسافر، يحمل في سنامه قليلا من الماء .. لاكها بفمه وأضاف لها قليلا من الماء .. وواصل درب كفاحه
ثم مر بعدها بدوي قد اشتد عليه البرد.. كَسَّر ماتبقى منها وأشعل فيها النار.. وعاد إلى مفاصله دبيب الحياة!
وهكذا رزقت بدلا من حياتها حيوات أخرى حلت في أجزاء من البدوي، و في بدن ذلك المهاجر

* أضفت لاحقا أواسي ذكراها

"أجارتنا إنّ المزار قريبُ ***** وإنّي مقيم ما أقام عسيبُ
أجارتَنا إنّا غريبانِ هاهنا ***** وكلّ غريب للغريب نسيبُ"

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيك أختي أجدتي التعبير دمتي مبدعة أعجبتني طريقة الوصف كثيرا

    ردحذف
  2. سطور تستحق القراءة ، وكما قيل قبل أجدتم
    سعدت بإستكشاف هذه المساحة الجميلة
    بالتوفيق

    ردحذف