الخميس، 27 أغسطس 2009

حكاية حياة

قال قائلهم ..
إن الحياة تكتب بأيدي أصحابها ..
تروى بأصواتهم ..
ترسم بخيالهم ..

*****

فذهبت ذات يوم لمكتبة ..
وراحت تبحث عن دفتر تكتب به قصتها ..
ذاكرة تسجل عليها أحداثها ..
كاميرا قد تلتقط بها شيئا من روايتها ..

******

عادت بهم جميعا ..
فهل كانت تلك مقادير كافية .. لوصفة النجاح في حياتها!!!

الخميس، 20 أغسطس 2009

عوالم فكر!


أفكارنا، خيالاتنا .. كواكب سيّارة .. رحّالة .. لاتفتأ تسكن حتى تنتقل مرة أخرى..!
وفي عالم الفكر .. قارات ودول وجزر تمتد باتساع وتمايز.. تفصلها بعض المساحات المائية.. تغطيها من الأعلى فضاءات غازية تحفظها دافئة.. حية، بعضها ثُقِب.. و بعضها قد تعرض لإختراقات إشعاعية!

***

نسكن أحيانا في جزيرة ما في عمق المحيط.. ننتمي لها .. نتمسك بها... لا نكاد نرى العالم لتشبثنا!! ولبعدنا...
وفي حين أخرى نكون بفكرنا في منطقة جغرافية ما.. ربما يصح أن نسميها دولة تحيط بنا مناطق غيرها ..
لكننا منهمكون برسم الحدود فضلاً عن زيارة الجوار..

***

قد نكبر قليلاً .. أو نمل دراسة ذات التفاصيل .. وقد يأخذنا الفضول لمشاهدة ملكوت آخر ...
حينها نبدأ رحلةً أسس لها ابن بطوطة، وأكملها فاسكو دي غاما..
و لا نكاد نصل حتى ننتقل.. ففي الفكر متسع .. وفي العمر بقية!!

***

عالم قديم .. عالم حديث .. وتستمر الرحلة..
بعد زمن.. وبعد "زووم" متزايد، نعلم أننا في اللامتناهي ..
وأننا لم نؤت من العلم إلا قليلاً..
وأنه وحده ...
علّام الغيوب ..

الأحد، 16 أغسطس 2009

ومين يشبهك يا يمن! - 3

طبعاً من الأشياء التي لن تغيب عن عينك، بمجرد دخولك لها.. أنهم شعب مسلّح.. السيوف (الجنبية) شيء من التراث الذي لم يتخلوا عنه.. فهو جزء من أناقتهم.. في كل بيت هناك رشاش يسمونه "آلي"، "جست إن كيس" دوما معدّ مشحون.. كل من في عوائلهم يعرف كيف يستخدمها، (أظنهم لن يؤخذوا على حين غرة أبداً) بل وفي إحدى المرات ظهر لي أن سائق التاكسي يملك قنبلة أسفل المقود! حالياً تستخدم الرشاشات فقط لإحتفالات الزواج، الوحدة، الجلاء... أما السيوف فهي للرقص الشعبي! يسمى البرع (على فكرة عشان يقولوا ما يشبه إشرب من البحر، يستخدموا سِير ابترع لك) :]

ممالن يغيب عن عينك أيضاً .. الداء العجيب الذي ينزل بأهلها بعد الغداء، فتنتفخ بها خدودهم!! القات طبعا الصديق اللئيم لأهل اليمن :(
هو عبارة عن عشبة خضراء، يقال بأنها تساعد على التركيز، المزاج، الكيف،.. وعلى قول بعضهم على قيام الليل لدراسة العلم! (سمعت منهم أن الإمام الشوكاني كان يسهر باستخدامها) في باقي العالم هي عشبة مخدرة، محظورة ككل المخدرات! كل طبقات وأفراد المجتمع يستخدمها، على فكرة استخدامها يسمى "تخزين"! الدكتور، السائق، النساء، الشباب، من شئت كلهم يخزن! وفي حفلات الزواج هي أساس الضيافة، يشترون من أجلها مزرعة كاملة!! أو اثنتين!

أدخل قليلاً إلى الكاميرا!
إذا أردت مشاهدة شريط يوم في صنعاء، ستراهم يستيقظون مع الفجر، بروح عالية.. يذهبون بقوة إلى معترك الحياة.. عند الظهر يكونون قد وصلو حد الإحتمال... فلا أقل من قات يطيب خاطرهم، ويحفظهم تحت السيطرة.. في العصر وبعد ذلك المهدئ هم يغنون (على فكرة هم ذوو صوت جميل) و"سميعة" كما يقال.. ولا يذهبون إلى منازلهم ليلاً إلا بتلك الروح العالية، هل هي الحقيقة، لا يهم!!

*****

من حديثي الماضي، واضح أن عجلات التنمية لم تلامس أرض اليمن إلا لماماً.. إلا أنها لم تحرم جمال الطبيعة، وجمال النسيم.. في تلك الرقعة غير الضخمة تقريبا كل أنواع الجو.. في الشمال حيث المرتفعات، الجو باارد شتاء، نعيم صيفاً والأمطار كنت أراها في كل المواسم وربما هي صيفية أكثر.. هناك أيضا الحديدة وسهول تهامة حيث الجو ساحلي تماماً حار معظم السنة مع رطوبة عالية! أما في مدينة تسمى "إب" حيث هي تقريبا أعلى منطقة في اليمن، يسمونها "اللواء الأخضر" فقد رأيت فيها جمالاً لم أره من قبل (لم أغادر السعودية في حياتي إلا إلى كينيا ولمدة بسيطة) هناك شلالات، طبيعة وخُضرة! مطر، وجو عليل! أمسكت بالسحب ذات مرة!!، تعز قريبة منها في الطبيعة والجمال! ثم هناك عدن، ويالها من عدن .. مدينة واحدة تطل على البحر الأحمر المالح، ومياه المحيط الصافية من بحر العرب.. جميلة، أثرية، ذات عبق.. وصدى! ثم هناك حضرموت التي هي تقريباً مثل أجواء السعودية، مناطق صحراوية واسعة جزء منها ساحلي في المكلا، وجزء آخر "المهرة" متصل بصلالة في عمان ولكم أن تتخيلو جمالها!!
اليمن بصفة عامة وليست عدن فقط، تفوح بالعبق.. أينا تذهب هناك حضارة وثقافة!! من سبأ، تبع وحمير إلى الإسلام إلى الخلافات المتعددة، الإمامة، الإستعمار، ثم الحكومة الحديثة والوحدة!

*****

سأختم بالفن هناك، شوارعها ليست هادئة إطلاقاً أينما تذهب هي تصدح بموسيقى، قرآن، نشيد، كيفما اتفق.. كذلك السيارات و "الدباب" أو الميكروباص وسيلة النقل العامة هناك.. لست مهتمة كثيراً بالغناء.. لكن أجبروني أن أنتبه ولو قليلاً .. من مغنيهم أيوب طارش و "بعٍّدوا عن طريقنا .. جنة الحب حقنا" القاف من مخرجها السليم هنا بل وبمزيد من التقعر، لنحافظ على الفن.. :) أيضاً هناك آخر اسمه "فيصل علوي" أذكره لأني سمعت أحدهم يقول أنه يدق العود بأرجله :]
أيضاً أبو بكر سالم، أذكر له أغنية لا يملون تكرارها على الأقل في تلك الحقبة "يامسافر على البلاد، بروحي وقلبي.. سير واتركني هنا لآلام حبي"!!

إحدى تسميات لليمن، هي اليمن السعيد،، لماذا وكيف لست أدري؟؟ لكن كان لي أنا فيها سعادة ...

أنظر إليها أرى الفرح، أرى البؤس.. أرى الغنى الفاحش والفقر الدقع.. أرى العلم أرى النبوغ.. أرى الفساد .. أرى الفرص الضائعة..
أرى النعيم.. أرى النعم.. أرى القمم .. أرى القيعان...
أنظر إليها .. وأتذكر أبو بكر سالم "ومين يشبهك يا يمن.. من يشبهك؟" !!

السبت، 15 أغسطس 2009

ومين يشبهك يا يمن! - 2

الجامعة اللي كنت أدرس بها كانت أهلية "العلوم والتكنولوجيا"، تابعة تقريباً لحزب الإصلاح في اليمن مع نفي الجامعة القاطع لذلك... التعليم هناك مفصول، إلا في الطاقم التدريسي.. وبعض فصول الدراسات العليا و بعض التخصصات الطبية.. نوعاً ما كانت ملجأً لكل من منعوا من الدراسة في السعودية (الأجانب فيها) فكان جوها تقريباً كالذي عشته سابقاً في السعودية.. ما ينفع أمدحها سأكون كمن يشهد للعروسة من عائلتها.. لكنها إلى حد كبير منافسة على الصعيد العربي! و رغم الإعتراف العالمي، وبتجربة! افترض العميد حيث أعمل أنها غير معتمدة، ربما لأنها من اليمن :(
أما بقية الجامعات.. فالتعليم مختلط وعام لكل من تخرج من المدارس اليمنية، بغض النظر عن جنسياتهم (لا تكاليف إضافية ولا إضطرار لسفر أو تشظي) ألم أقل أنها ملاذ آمن!! لكنها وكعالمنا العربي تخرّج ما لا يسمن و لايغني من جوع .. بل رتل من المتبطلين!! لكن في اليمن الحالة خاصة جدا.. فسائق التاكسي ربما يكون فيلسوفاً، أديباً، وربما ذو شهادة دكتوراه! وقد يكون ممن أنهى تعليمه في الخارج! كذلك هو البائع في المكتبة ... وسائق الباص ووو.. وربما تجدهم يتحدثون الإنجليزية أو الفرنسية بطلاقة!

*****

هو بلد تلاحظ فيه أرتفاع أسعار الخبز والطحين، والزيت والسكر.. أذكر في ضربة واحدة قاموا بمضاعفة السعر تماماَ.. قامت حينها ثورات، وهدٍّمت فيها بيوت ووزارات ومحال، طبعا كانت أول ثورة أحضرها! هو بلد فيه كمية معتبرة تستحق النظر من المجانين! يعني ممكن أن تراه نظيفاً أنيقا.. يمشي ويتحدث حواراً مستطيلاً مع أطراف لا تراهم، هو يدير الحوار وربما يحل مسائل مستعصية! ما فهمته أنه ربما كان مثقفاً عمل بجدّ وكدّ جمع شقى عمره زي مايقولو ثم ذهب ذلك في صراع غير متكافئ مع متنفّذ.. شيخ قبيلة ولاّ مسؤول (على فكرة كلمة مسؤول هناك لا تعني أبداً المسؤولية بل لا تأتي في سياق مناقشة أي وظيفة) هي فقط للتعبير عن "أنفذ بجلدك فذاك مسؤول"!

*****

ذكرت سابقا حزب الإصلاح تقريباً هم الإخوان في اليمن، وبينهم وبين السلطة حكايا وأخوة وود، هم أصدقاء ألداء! السلطة عادة لا تخسر في الإنتخابات من يفوز وبنسب خيالية هم حزب يسمى المؤتمر لا أدري تماما لأي قبيل أنسبهم ليسوا علمانيين فالدستور في البلد هو النظام الإسلامي (عادة لا يطبق إلا على الغلابة أو اللي ما عندهم ظهر)، وليسوا إشتراكيين فلطالما حاربوها أثناء الوحدة! وليسوا وليسوا .. هم فقط حزب السلطة! حزب علي عبد الله صالح! هناك أحزاب أخرى شيوعية، ناصرية، وحدوية سمٍّ ماشئت... وفي اليمن .. فقط في اليمن اجتمعوا مع الإخوان ضد السلطة (على ماذا؟ وكيف لم أفهم)..
على فكرة في اليمن أكثر من يسخر منه الشعب، محور النكات هو رئيسهم، ولا حرج في هذا!! أهي حرية لا أظن! ربما متنفس فقط!!
قبل أن أنسى هي بلد نقابات أيضاً، فيها نقابة للصحفيين، للأطباء ووو.. لكن أظنها متنفسٌ أيضاً..
مؤخراً سمعت أن بها للقاعدة قواعد.. برأيي القاعدة، هم من قرروا إرهاب النظام العالمي،، أما الحكومات فهي من تفرغ لإرهاب شعوبها... وبكليهما تتحقق المشيئة الأمريكية في المنطقة، لا أحاول أن أثبت نظرية مؤامرة بل أستقرئ الواقع فقط .. الكاميرا من حالها تحولت إلي :P

*****

أما عن الأديان، ففي اليمن غالبية من السنة والشيعة (على فكرة في الأذان الرسمي للبلد تضاف فقرة، حيّ على خير العمل!) منهم الزيدية، الإثنا عشرية، مجموعة يتسمون بالمكارم..ولهم تقاليد غريبة وحج إلى حراز ويفد إليها من الهند وبعض البلدان حجيج!! .. أيضاً عدد لا بأس به من اليهود (كانت أول مرة أشوفهم) ملتزمون بعاداتهم وظفائرهم غالباً هم في الشمال! أيضا بها مسيحيون، ولهم كنائس رأيت بعضها في عدن! ربما بسبب الإستعمار، أو ربما من التاريخ لا أدري.. عودة للسنة بها إخوان، وسلفية، صوفية ماتشاء! سمعت في منطقة في الشمال هناك قرية يحيا بها الناس كما كانت الناس أيام الرسالة، خيام، وأبيار ونخيل (طبعا ليست سينمائية بل حقيقية)!
كل هؤلاء يعيشون في سلم شعبي وتقبل رائع واحترام للآخر!

*****

يجرّني لساني للحديث والحديث... لكنني سأنهي الغد ببعض التفاصيل..
هي بلد لا تختصر ولا تختزل..
هي أرض لها ماض، وحاضر، وربما كانت أرض محشر!

الجمعة، 14 أغسطس 2009

ومين يشبهك يا يمن! - 1

كتدويناتي .. كذلك أنا! كلانا يمر بحالة تساؤل، لم تغادرني منذ فترة...
قررت ولو لحين أن أتركها، لشيء أكثر بهجة، بعض الذكريات..
كنت البارحة وكعادتي أنال وجبتي اليومية من الأخبار، وصدمت بحالة عدم الإستقرار في اليمن.. ليس لإنتماءٍ لليمن ولكن كونها كانت الحاضنة لبداياتي!! قضيت هناك مايقرب من 7 سنوات، بعد إنهاء تعليمي الثانوي في السعودية.. هنا كنت مع الأهل، هناك كنت مع أفكاري، ضميري، مصيري، .. قرارتي.. هناك شهدت حرية الإختيار (طبعا ليس لليمن فضل في هذا إذ كان من الممكن أن تكون في مكان آخر)!
المهم...
متابعة أخبارها جرّت علي سيل الذكريات منذ 3 سنوات تقريبا غادرتها! سأحكي عنها هنا كمن يمر بكاميرا تصوير، كل شيء هناك عداي (أتوقع المدونة طفشت من تفاصيلي!!).. لن ألتقط حكايا يوميات بل اليمن كمجموعة متناقضات .. إذا كان لي أن أسميها لكان لهذا نصيب :) (وأين لا نرى تلك المتناقضات، هي الحياة تقريباً)
تخيلوا أن أحد العبارات العادية هناك هي "نعم لا" :)) وتعني النفي ونعم ليست سوى سابقة مضافة لا موقع لها من الإعراب زي "قالك" في لهجتنا "مين"!!
أما "ماشي" فهي تعني لا قطعاً! في بلد فيه القاف العادية والقاف المائلة للجيم.. والجيم والجيم المصرية (ألم تجتمع هناك إختلافات العرب)، أتساءل؟

*****

إن زرت اليمن، ولم تكن من أهلها.. فأنت ذا مقام أرفع في عيون الناس.. دائما أنت أستاذ، دكتور.. وهلم جراً وإن أنكرت هذا ;) عندما يسئلونك عن الجنسية، فهي للتعارف فعلاً وفي النهاية أنت أخوهم إما في العروبة إفتراض أول أو الإسلام كإفتراض ثاني.. وهذه الإجابة دوماً حاضرة في مخيلتهم!! الغريب أنك إذا كنت من أهل البلد، وعدت لها، فأنت مستورد.. ربما جاهل، أو على الأقل مصدر للإحتيال!!
والوضع هذا فالمنكوبون في العالم العربي يعيشون سعداء هناك.. للإضافة دوماً يحتفلون بقضاياهم، ويستشعرونها!

*****

حيث حقوق المرأة حديث حيّ في كل مكان، في اليمن هي مسؤولة، كانت ملكة ذات يوم (أروى)، هي مديرة، هي زوجة، هي عاملة، هي موظفة، وحتى عاملة نظافة في شوارع العاصمة!! دون تلك النقاشات أو المحاورات.. هي تسوق السيارة وتسوق الدابة (طبعا الدواب مش حاجة غريبة أبدأ!) .. تسوقها منقبة، فاتشة (كاشفة وجهها) أوحتى شعرها ... لانقاش ولم تأت بجريرة!! هي تكتب، هي تتحدث، تتظاهربل هي الاكثرية،تظهر أينما تشاء.. تَظلم، وتُظلم.. ليست بالحالة الخاصة إطلاقا! لكن عندما أدخل للمكتبة لشراء جريدة، لم يكن العم الطيب يأتي لي إلا بتلك البائتة من اسبوع أو اثنين "نعم" قال عشان حتنظفي بيها المرايا!! :/ وفي القرى يذهب الوضع لأشد ما رأيته من قسوة، تُزوج في سن التاسعة، وبعضهم يجعلها تغطي وجهها حتى في منزلها وبين أهلها!! ايش الحكمة؟ ما أدري...

و للحديث شجون، وللتدوينة بقية :)

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

دقات ساعتي ..ضحكات ساخرة....

وضعت اليوم ساعة في غرفتي في مكتبي .. وأمامي !!
لا تكفيني ساعة يدي .. ساعة جهازي .. دقات ساعتي الداخلية قلبي ..
(سبحان الله كفى به توقيتا .. لكنه يستخدم هذه الأيام للشحن فقط !!)

لم أكتف بهذا حتى أضفت لهم ساعة أخرى لأضبط وقتي .. ياللسخرية .. من نفسي كنت أسخر!!
كلما دخلت ساعة ما .. كلما خرجت من النافذة دقائق وثواني ..
كنت أرى بعض جلسات السيدات الفارغة تماما من أي مضمون تحيط بها الساعات .. لا تكاد تنظر حتى ترى ساعات و بأشكال أخاذة .. أكانو يودون منها السخرية ..
أم أنهم فقط يريدون دقائق جميلة كتلك (العقارب) اللامعة التي تعدها!!
لست أدري..

*****
ساعتي هذه فيها ميزة أخرى ..
إنها تعد الدقائق بصوتِ .. بصوتِ.. بصوتِ ماذا؟؟
إنها كمن يسحق شيئا ما في طريقه ..
ثم تصدر صوت الساعة العادي..
أنظر لنفسي حيالها .. مثقلة بمهام أعيد ترتيبها بكل الطرق .. تارة أقولها صوتيا حتى أقنع نفسي بأهميتها .. وتارة أكتبها .. وتارات أخرى أستذكرها !!
ساعة من الأمام للخلف .. تارة من الخلف للأمام .. حسب الأهمية .. كلا كلا حسب الأبجدية..
وتأتي تلك الساعات بصوتها الساحق في أعماقي .. أسمعها فأندم ِلم لمْ أتحرك ..أذهب .. أعود لأنظر إليها فأراها كالفراشات حلقت عاليا .. ومضت تلتهم دقائق أخرى ..
ومع كل دقيقة أسمع ضحكتها الساخرة ..
انقضى يومي .. أفعى العقارب والثواني عليه ..!!
رحت لأرقد .. كعادتي وضعت يدي تحت خدي الأيمن ..لسبب ما أنا ممن يضعون ساعاتهم في رسغهم الأيسر!!
بدأت أتخلص من مثاقل يومي ..
ساد الصمت .. ولكن مهلا ما هذا .. يتناهي لمسمعي ذلك الصوت .. إنها ساعتي ..
هل للأحلام رقيب !!

*****

أتقلب .. ويمضي الوقت ..
وأقرر أنني لن أحلـــــــــــــــــــــــ!ـــــــــــــــــــــــم

السبت، 8 أغسطس 2009

جفاف .. ومطر!


إنها تمطر غزيراً في الخارج..
لكنها جافة كثيراً في داخلي!

فتحت كل منافذ الهواء - علّي لا أختنق، صدري ضائق..
أكاد أبدو بل أنا كذلك فعلا تائهة عن دربي ..

كيف لي أن أحمل كل تلك النظريات وأعجز عن حل أبسط ألغازي!!

تمطر .. وتمطر .. ماء ورحمة لكنها لا تصل إلى داخلي..
هي أصعب عليّ.. أن يرتوي كل ماحولي ومن حولي (أو هكذا يبدون) ولا أُروى ولا يصلني حتى ما يبلل حلقي ..
ترك الدمع مقلتي ووقف شاهدا سالباً على ألمــــــــي..

*****

تمطر .. وتمطر .. ويستمر الألم!

*****

لا أزال شاذة عن الجمع..
لا أستطيع الذوبـــــــان..
ولا أستطيع الكف عن ألم المشاهدة!!

*****

ربـــــــــــــــــــاه.. أنت ربي وأنا من عبيدك!!
ربـــــــــــاه فرحمة بي..
رباه ظلمت كثيرا.. مورداً للماء قريبا مني..
رباه .. لكني كنت أظن أنني أتركه لمعين آخر ..
لنور آخر..
إلى هناك إلى حيث جنان الحقيقة..
رباه إن عدت فلا تحرمني حنين العودة.. ولذة العناق...
رباه... جئت من سفر بعيد...
رباه إني ضالة ...

فاهـــــــــــــــــــــــدني

كتبتها ذات مطر، وجفاف أغسطس/2008

الجمعة، 7 أغسطس 2009

الجبل الخامس - قصاصات وهوامش!

قصة نبي إسرائيلي "إيليا" كما أظن! خرج من بلده فرارا بدينه.. وبين المعجزات الإلهية والمعجزات البشرية،، يروي قصة نجاحه، مالفرق؟ متى تقع؟ ما أثرها..

كما العادة مع روايات كويلهو، أحضر دفاتري لأسجل خلاصات وأقتطع قصاصات
.. كتابتها يعطيني فرصة للتوقف والتفكير فيها .. كتبت بعضها:

"ما فائدة استعادة الحياة لميت، إذا لم يؤمن الناس بمصدر هه القوة" حينها لا تفيد المعجزات إطلاقاً..
"في أحيان كثيرة لا شأن لمصير الإنسان بمايؤمن به أو يخافه!" وإلا لكان أكثرهم نعيما أكثرهم إيماناً..

"يقول الملاك للنبي: استخدم القوة، يقول إيليا: لا قوة لدي باستثناء ما يأتي من الله، يرد الملاك: لا أحد يمتلكها، لكن الجميع يستمد القوة من الله.. ورغم لك لا تستخدمونها!" فعلا أتذكر أن الصنف البشري لا يستهلك سوى 10% على حد أقصى من طاقاته، نحن معجزات تسعى!

"كل معركة في الحياة تعلمنا شيئا ما، حتى المعارك التي يخسرها! وعندما تنضج ستكتشف أنك دافعت عن أكاذيب وخدعت نفسك وعانيت من أجل هراء. فإن كنت محارباً جيدا لن تلوم نفسك على هذا، لكنك لن تسمح بتكرار أخطائك" أتذكر انتصاراتي في الإبتدائية (تحفة كنت!)..

عن الإنصات لا الحديث يقول:

"الإنصات صعب، ففي صلواتنا نحاول أن نبوح بآثامنا، ونطلب مانود أن يحدث لنا،، لكن الله يعرف كل هذا، وأحيانا يطلب منا أن ننصت إلى ما يقوله لنا الكون، وأن نتحلى بالصبر"..

"لأجيال عديدة حاول الرجال أن يفرضوا إرادتهم بالقوة وتحدثوا عن مايريدون دون أن يهتموا بما يفكر فيه الناس! وكل هذه الإمبراطوريات تحطمت.. أما شعبنا فنجا ونضج لأنه تعلم كيف ينصت!" المشكلة أننا نحن الشعوب أنصتنا حتى امتلأت أشرطتنا.. ولم يعد من متسع لنسمع لبعضنا البعض! أتساءل من سيكسر تلك الدائرة المفرغة!!

عن الحب الذي كان دافعا في القصة أكثر منه حكاية، اقتصصت:

"فهي تستطيع أن تحبه حتى دون أن يعرف بهذا، وليست بحاجة لإذن منه كي تشعر بافتقاده، لتفكر به في كل لحظة من اليوم، لتنتظره عند وجبة المساء، وألا تقلق من المؤامرات التي قد ينسجها بعض الناس ضد هذا الأجنبي..

هذه هي الحرية: أن تشعر بما قد يرغبه القلب دون أن تعير أذنك لرأي الآخرين"

"في حب امرأة اكتشفت حباً للمخلوقات كافة"

يواصل:
"ستخلف المأساة علامات خالدة، أما لحظات النصر فلا تخلف سوى ذكريات عديمة النفع!"
"كل ما كان حدوثه ممكناً ولم يحدث، ستذروه الرياح بعيداً، ولن يترك خلفه أثراً فالحياة تصنع بما نأخذه من مواقف!" - يالله كم تمنيت وتمنيت.. أينها الآن لا أثر لها حتى في سجل أحلامي..!

"رغم أن كلاً منا لديه اسم منذ ميلاده، فإنه يجب أن يتعلم تعميد حياته بكلمة يختارها لتمنح معنى لتلك الحياة" - رغم أنها تبدوا مسيحية كثيرا إذ التعميد تقليد مسيحي، لنقل علينا أن نضع شعارا لحيواتنا، قصيرة ككلمة مفعمة ككتاب!!

"أتمنى أن أسبح باسمك وأنا في كامل إرادتي، وليس لأني جبان لم أعرف كيف أختار دربي" - في كليهما سأسألك ربي، لكني في الأولى ٍسأسمع صداها في أعماقي!!

"من الضروري معرفة أنه عند انتهاء مرحلة من حياة المرء- فإن التشبث بها بعد إنتهاء الحاجة إليها، سيفقد ما تبقى من الحياة البهجة والمعنى، وسيعرض الحواس إلى خطر التشوش!"(فلا يعودون يسمعون رسائل حياتهم)
الآن علمت طعم حياة المعمرين أصحاب المقاعد والمناصب!!

"ودائما كان الأنبياء يصعدون ليتحاوروا مع الرب، ودائما كنت أتساءل لماذا يفرض ذلك؟ والآن عرفت الإجابة.. فعندما نكون فوق مرتفع نستطيع رؤية كل شيء دوننا صغيراً، وعندئذ يفقد زهونا وحزننا أهميتهما" أذكر غار حراء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وجبل الطور لسيدنا موسى..

أخيراً
"عندما نصل إلى نهاية حكايتنا سنتبين أنه في كثير من الأحيان، يتخفى الخير في الشر ورغم ذلك يظل خيراً ويظل جزءاً من مشيئته وتدبيره للإنسانية"

ما أدري ايش حكاية باولو مع الرحلات! فيها ملامح الخيميائي، بل أشار إلى ذلك الذي راح يبحث عند الأهرامات المصرية!
رواية ممتعة، رحلة نبي إلى النبوة تقريباً.. قد تكون رحلة أحدنا إلى رسالتنا في حياتنا!

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

ذاتَ فوضى!

مدخل

عندما نسعد، تبتسم وجوهنا.. تنشرح نفوسنا، ثم نرى دنيانا بذات الألق!
نغضب، ننسى كلما ما عرفناه عن الحلم.. الذكاء .. يكبر بؤبؤ العين ولا تحتل الصورة سوى ذواتنا، محيطنا أصبح غير مرئي..
نحزن، نتصاغر حتى لا نعود شيئاً، تغيم أعيننا بدمعة حيرى، هل هي بمقدار الألم؟!
وهلم جراً.. تحمل كل مشاعرنا وجوهاً، ربما رأيناها، وربما لا نزال معها على موعد!
عندما أشاهد، أو أقرأ أي قصة.. تتلبسني مشاعر الشخصيات، أذهب أقارن بيني وبينهم، أعيش معهم لبرهة.. أمثل أنا أيضا معهم!
كذلك فأنا أحب مشاهدة نفسي في كل حالاتها أيضا! نوع من الإنقسام الذاتي لكنه لايزيد عن مرة واحدة، إحداهما هي التي تشاهد!



أكثر مشاعرهم يستهويني هي تردد أحدهم، يفتح فمه ربما ليقول شيئا، لحظة ثم يعود وكأن شيئا لم يحدث.. يريد أن يدخل، يقف أمام الباب طويلاً ثم يغادر.. يحرك يده باتجاه شيء ما، ثم يعيدها إلى جيبه أو ربما يواصل إلى هدفه.. تلك اللحظات لحظات التردد والقرار.. هي هي.. لحظاتي المفضلة!

في الفرح، الحزن، الغضب، يتصاغر العالم ليدخل من خرم إبرة وربما لايدخل أصلا!
أما عند ترددي فالعالم كله ملئ نظري، كمن يبحث عن دليل!

في لحظات التردد مشاعر مؤجلة تنتظر هناك، فرح مؤجل.. جزن مؤجل.. غضب مؤجل.. ندم.. رضا.. ألم.. كلها هناك لكنها مؤجلة، تبدو لي وكأن كلاً منها يحمل عصا مرغبا أو مرهبا.. وأنا كمن ينظر إليهم حائرة أيهم بالضبط ينتظرني في الناصية القادمة!

في لحظات التردد، تبدو لي وكأنها قمة لكل أولئك الذين يحبون محادثتي، الغريب أن كلا منهم برأي مختلف،، تتعالى أصواتهم.. و أنا أنا التي تختار لست موجودة ،، فقط آذاني صاغية! إرادتي أيضا هناك، لكنها لاتدري ماذا تريد!

لحظات التردد، هي الأكثر بشرية كما أظن.. إذ يمكنني رسم وجه سعيد هو معروف الملامح أو حتى إدعاؤه،، أما وجه متردد فهو وجه يحمل آلاف الأسئلة ويبحث عن جواب! أعتبرها لحظة نخرج عن آداء روتينات أجبرتنا حياتنا على اتباعها، هي لحظة نتساءل ماذا لو؟!

يحق لك أن تسعد قدر ما تشاء، تحزن، تغضب.. لكن عند ترددك فلك زمن لتنهي تلك القمة وتغادر وأنت تحمل إجابة.. أية إجابة.. ولتلتقي بذلك المؤجل، الذي اخترته أنت، وإلا فرض عليك القرار الأكثر مللاً، ستحس وكأنك كنت آلة تلك اللحظة! ولن يكون أيا كان ذلك المؤجل ذا طعم إطلاقاً!
ستنتقل من ضجيج، وحضور، ومشاعرمؤجلة.. إلى هدوء قاتل ولحظة ميتة، وفرصة ذاهبة!
كمن وقف على باب موارب، كمن يمسك بظرف مغلق، كمن التقى أحدهم...
واختار أن لايحرك ساكنا!


مخرج

خلف ذلك الباب، عالم يستحق المشاهدة..
في ذلك الظرف، خيط نحو أمل..
ذلك الأحدهم.. كتاب يستحق القراءة!