الأحد، 27 فبراير 2011

لم لا نقلب الصفحة مبكرا.. ونفرض هوامشنا.. ؟؟

كنت في أيام وفرة الوقت والمزاج والأمل، أكتب في مدونتي
http://aamay.maktoobblog.com/

في مقالتي التي أعيد نشرها، كنت أنتقد بطء حركة علماء المسلمين في مواكبة العصر .. ثم للإضطرار لاحقا للركض لاهثين بعد أن تغادر القافلة وهم في موقف ضعيف، متأخر، مهزوز. واليوم إذ الثورة على الأبواب ورغم شرعية مطالبها، نرى كثيرا منهم يبحثون عن العنصر الخارجي، والمؤامرة و..و.و..

مع بطلان حججهم تاريخيا وواقعيا، لا أراها إلا مؤشرا لترهل الفكرة، والحاجة المريرة للعيش في عصرنا والتفاعل مع متغيراته. وهب جدلا ونكاية، أن هذه التغييرات بسبب مؤامرة خارجية، موثقة من 50 سنة في بروتوكولات حكماء صهيون و أحجار على رقعة الشطرنج وغيرها. هل من الحكمة الإبتعاد عن الساحة وتكرار العبارات السمجة التي لا معنى لها! إذا كان كذلك، فاسعَ، وسابق، وكن من النسيج القادم الذي يشكل الصورة. إذ لا فـــــــائدة إطلاقا من البكاء والندب والعويل..
لا أمل يرجى من الدموع على اللبن المراق..
أتمنى على الله أن يستقر هذا المعنى في النفوس، وأن نكون الفاعلين، وإن كان ولا بد فلتكن ردة الفعل سريعة، وإيجابية..

المقالة كما كتبتها 3 يوليو 2007، هنا رابطها
يقــــــــــــال: جني تعرفه .. خيرٌ .. من إنسي لا تعرفـــــــــــــه!!

كهرباء .. راديو .. تليفون.. فضائيات.. إنترنت بكل ما في ذلك العالم من فعاليات.. جوالات .. بلوتوث .. إلخ
لست أذكرهم لأبين كم أصبح العالم كقرية بل غرفة واحدة بهم.. ولست بصدد توضيح مقدار الفائدة منها و.. من لا يقدِّر فليجرب يوما بدونهم…!!

كل ذلك كان جديدا على واقعنا كعالم وأمة إنسانية وأسلوب حياة في جميع الأصعدة المختلفة.. لكن المشترك بينها.. هو الرفض العارم.. وبكل ما أوتي الناس من علو أصوات ضد هذه أو تلك.. ربما ما عاصرت منها الفضائيات ثم الإنترنت.. إلخ.. رفض ليس له من مبرر واضح
سوى بعض الأوهام عن بعض المفاسد التي قد تطرأ على مجتمع هم أدرى الناس بمدى جهله.. وأميته.. وانفصاله عن واقعه.. جهل لكل ما هو جديد تحت الشمس .. بغض النظر عن كينونته.. محتواه.. أو حتى معرفةٍ أولية بما يمكن أن يقوم به..
أذكر مثلا عربيا دارجا عند البعض يقول بأن "الجني الذي تعرفه .. خيرٌ من الإنسي الذي لا تعرفه" وهنا أقول في ظل ظروف ونظرة كهذه .. لا حرج أبدا في أن نخطو حثيثا إلى الوراء .. لنمسك بذيل البشرية.. وقد لا نطمح إليه حتى!!

ولا أرى من حرج أن أذكر مواقف لبعض العلماء والمفتين –من باب العتب لا أكثر- حيث سارع البعض منهم إلى تحريم هذا وذاك.. وكم من درس حضرته كان بمجمله لتوضيح الحكم الشرعي المعارض تماما –على حد رأيهم- لهذه التكنولوجيا أو تلك.. وسكوت من عليهم الأمل..
ألا يشبه ذلك – مع صعوبة الفكرة- ما كانت تقوم به الكنيسة في عصور الظلام !!..

مع فارق أنهم يستدركون الحكم دوما ليقولوا بأنه سلاح ذو حدين ومن أراد المنفعة استنفع ومن قصد غير ذلك فهجرته إلى ما هاجر إليه..

و المشكلة هنا تكمن في هذا الفارق الزمني.. فارق النمو المرتقب والأمل المنشود بأن نلحق يوما بذاك الركب..
المشكلة في الفراغ الذي نتركه للعابثين وذوي الأهداف المغرضة ليملئوه بكل ما يمليه عليهم فساد الفكر والذوق..
المشكلة أننا نستغرق في معالجة ذلك وقتا يلهينا عن المستجدات الأخرى في الساحة ..
المشكلة تكمن في تشوه الصورة بعد أن طبعت بالمتناقضات..
المشكلة أننا نضطر بعدها أن نقاوم الفساد.. لنضع بذرة صالحة بعد أن فسدت التربة… و اختنق الهواء !!..
وشتان بين من يغرس في أرض عذراء.. وبين من يحاول على الأرض البور !!..
وشتان مابين الخام المتطلع.. و ما شكلته يد الفساد !!..

أرأيتك لو قرأت كتابا للمرة الأولى ووضعت هوامشا في فقراته ثم استعاره منك آخر .. أكان سيتأثر بما يجول في فكرك.. أرأيتك لو استعرت منه أنت .. أكنت ستخرج عن فضاء أفكاره؟؟

لم لا نقلب الصفحة مبكرا.. ونفرض هوامشنا.. ؟؟
ألم يعننا ديننا في ذلك فكان الأصل في الأشياء الإباحة !!.. والحكمة ضالة المؤمن .

هناك تعليقان (2):

  1. على قدر أهل العزم تأتي العزائم:)

    ردحذف
  2. عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف خير..

    ردحذف